إلي متي سنظل في العناد

إلي متي سنظل في العناد
الدكتور هبة جبر

بقلم الدكتورة هبة جبر : أستاذ العلاقات التاريخية والدولية

العناد فى اللغة هو يعكس مدى قدرة وتصلب الفرد وانحصاره في موضوع ورأي واحد،أوهو مجانبة الحق ومفارقته مع المعارضة والمغالبة وتصلب الرأي فى بعض الأحيان.

كذلك عملية الرفض للقيام بعملٍ ما حتى لو كان مفيدًا، أو الانتهاء عن عمل ما وإن كان خاطئًا والبعد عن من نحبه بشكل كبير،ومدى الإصرار على ذلك دون التراجع عنه ، مهما بذل العديد من المحاولات للإقناع أوحتى الإكراه ،لكن لايكون العناد على مستوى الشخصى فقط أو الأسرة لكن يمتد العناد والإصرار إلى العديد من الأطراف والمؤسسات والدول أيضا ويؤدى ذلك إلى خسائر كبيره ، ومدى تطبيق القوة الجبرية إلى العلاقات الدولية بين الدول أيضا ،وأنه سلاح ذو حدين إيجابى وهو عند التمسك بالحق وتطبيق العدل المطلق فى مواجهة الظلم والباطل ومقاومته وكذلك مواجهة الانحراف القيمى من أجل تحقيق سلامتة والوصول إلى الوسائل المستخدمه فى ذلك، وكما حدث إصرار من الخليفة الأول "أبو بكر الصديق" رضي الله عنه على محاربة المرتدين ومانعي الزكاة رغم معارضة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وكثير مِن الصحابة ومراجعتهم في ذلك، حتى تبين لهم أنه الحق، وحفظ الله به الإسلام ودولة المسلمين الأولى.   

 العناد شيء خطير جدا على الشخص والمجتمع والدول لما له من انعكاسات وآثاره سلبيه كبيرة والتى تؤدى إلى التدمير والهلاك ، أيضاً قد يصل العناد إلى درجة الخروج على السلطة والمبادئ والقيم والقوانين والعقائد والأعراف السليمة والخروج عن الضوابط المحددة العناد صفة سلبية لدى الجميع يتصف بها كل من الرجل والمرأة.                                       

 أما السلاح السلبي الذي يقاوم الحق وينكر الحقائق، ومدى إصرار صاحبه على التمادي في الإثم والعدوان على مقتضيات العقل والحكمة والمنطق والموضوعية، مهما بذل معه مِن محاولات الإقناع أو الحوار، وكثيرًا ما يرفض الحلول والوصول إلى عملية تقارب فى الأراء، كما فى قوله تعالى "وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ * وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ * وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ ﴾ سورة البقرة الآية رقم 204 ، 206.    

                                                                                                 

أما العناد على مستوى الدول وفرض الهيمنه فى العلاقات الدولية مما ينعكس فى نشوء الاحلاف الدولية والصراعات كما يحدث الأن من صراع بين أمريكا والصين وإيران مما يخلق العديد من وسائل التهديد أو المعاقبة فى مواجهة كل طرف ، أيضا نشوب توترات بين روسيا أوكرانيا بسبب ذلك النوع من فرض القوة والسيطرة ممن يكون له تأثير سلبى على الأفراد والدول اجتماعيا واقتصاديا ، لذا لابد من اللجوء إلى التفاهم بين جميع الأطراف حتى تحدد ملامح وطبيعية العلاقات القائمة بين جميع الأطراف والبعد على الصراعات ، فى النهاية أعدك لن أكون عنيده مره أخرى ولن تتكرر حتى لا أخسرك.