التعليق الأسبوعى علي الأسواق العالمية في للفترة من 2الي9يونيو2023

التعليق الأسبوعى علي الأسواق العالمية في للفترة من 2الي9يونيو2023

 

ارتفعت عوائد سندات الخزانة الأمريكية مع قيام بنك كندا  والبنك الاحتياطي الأسترالي  برفع أسعار الفائدة بواقع 25 نقطة أساس وهو ما لم يكن متوقعاً، ورغم هذا، تراجع الدولار مدفوعًا بالأداء القوي الذي حققته غالبية عملات العشر دول الكبار(G10). واستفادت الأسهم الأمريكية من صعود أسهم قطاع التكنولوجيا، والتي أدت بدورها إلى رفع مؤشر ناسداك المركب Nasdaq Composite للأسبوع السابع على التوالي. وعلى صعيد آخر، تحسنت معنويات مستثمري الأسهم بحلول نهاية الأسبوع، وذلك مع انتعاش مؤشر ستاندرد آند بورز  S&P 500و دخوله في السوق التصاعدية. وأظهرت البيانات الاقتصادية بالولايات المتحدة دلالات تشير إلى حدوث ضعف بقطاع الخدمات وبسوق العمل، خاصًة ما أشارت اليه مطالبات العاطلين عن العمل والتي جاءت أعلى مما كان متوقعًا. وتراجعت أسعار النفط ، حيث أضافت البيانات الصينية المخيبة للآمال المزيد من الشكوك حول حجم الطلب على النفط على الرغم من قرار المملكة العربية السعودية بخفض الإنتاج.

 

تحركات الأسواق

 

سوق السندات:

 

تكبدت غالبية سندات الخزانة الأمريكية خسائر خلال تداولات هذا الأسبوع، باستثناء السندات ذات أجل 30 عامًا، حيث سجلت مكاسباً محدودة. و خسرت سندات الخزانة على مستوى جميع آجال الاستحقاق خلال جلسة الأربعاء على خلفية رفع بنك كندا لسعر الفائدة الرئيسي بشكل غير متوقع، في اليوم التالي لرفع البنك المركزي الأسترالي معدلات الفائدة لديه بشكل غير متوقع، مما أدى إلى موجات بيع مكثفة للسندات على مستوى أسواق العالم. كما ارتفعت تكهنات الأسواق بشأن رفع بنك الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة في اجتماع شهر يونيو، والتي انعكست جزئيًا في وقت لاحق على خلفية ورود بيانات تعكس ارتفاع معدلات البطالة. وتجدر الإشارة إلى تكبد سندات الخزانة المزيد من الخسائر خلال جلسة تداول الجمعة، حيث أدرك المستثمرون أن البيانات الواردة مؤخراً عن سوق العمل الأمريكي لم تظهر تباطؤًا كافياً لجعل بنك الاحتياطي الفيدرالي يتوقف عن تشديد السياسة النقدية.

 

عملات الأسواق المتقدمة:

تراجع مؤشر الدولار بنسبة 0.44% مسجلا خسائر للأسبوع الثاني على التوالي، مدفوعًا بارتفاع العملات الأخرى، كالدولار الكندي واليورو، خلال تعاملات منتصف الأسبوع. وارتفع اليورو بنسبة 0.38%، حيث قام المستثمرون بتقييم أحدث تصريحات أعضاء البنك المركزي الأوروبي، ومنها تصريحات رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاجارد، التي تميل إلى تشديد السياسة النقدية. وتمكن الجنيه الإسترليني من الارتفاع بنسبة 0.96%؜، مدعومًا بزيادة توقعات قيام بنك إنجلترا برفع سعر الفائدة خلال الفترة المتبقية من العام، خاصة مع اتجاه بنك كندا والبنك الاحتياطي الأسترالي نحو تشديد السياسة النقدية. وارتفع الين الياباني بنسبة 0.37% على خلفية التوقعات بتقليص التباعد بين السياسات النقدية لبنك الاحتياطي الفيدرالي وبنك اليابان. ومن ناحية أخرى، تفوق أداء الكرونة النرويجية على باقي نظرائها في مجموعة العشر دول الكبار، حيث جاء معدل التضخم أعلى مما كان متوقعًا، مما زاد من احتمالية اتجاه بنك النرويج المركزي نحو المزيد من التشديد للسياسة النقدية.

 

عملات الأسواق الناشئة

 

سجل مؤشر مورجان ستانلي لعملات الأسواق الناشئة MSCI EM مكاسب بنسبة 0.19%، وجاءت معظمها خلال تداولات يوم الجمعة، إذ أدى الارتفاع غير المتوقع لمطالبات البطالة بالولايات المتحدة إلى دفع المتداولين إلى خفض توقعاتهم حول رفع الاحتياطي الفيدرالي لسعر الفائدة خلال اجتماعه المقبل.

 

تباين أداء عملات الأسواق الناشئة التي يتتبعها مؤشر بلومبرج.

 

كان البيزو الكولومبي (+4.30%؜) أفضل العملات أداءً هذا الأسبوع، حيث حققت العملة مكاسب خلال كل جلسة من جلسات تداول الأسبوع، لتستقر عند أقوى مستوى لها منذ أغسطس 2022. واستفادت العملة من التأخير في تنفيذ الإصلاحات الاجتماعية التي تخطط لها الحكومة، حيث تسببت فضيحة سياسية مرتبطة بالانتخابات الرئاسية المنعقدة خلال عام 2022 في تعليق إحراز أي تقدم في التشريعات المرتبطة بالإصلاحات الاجتماعية. ومن الجدير بالذكر أن البيزو قد ارتفع بأكثر من 16% منذ بداية العام وحتى الآن هذا العام، متفوقاً على أداء باقي عملات الأسواق الناشئة. وكان الراند الجنوب إفريقي (+4.12%) ثاني أفضل العملات أداءً هذا الأسبوع، حيث ارتفعت العملة مع ورود بيانات اقتصادية أقوى من المتوقع، مما أدى بدوره إلى ارتفاع العملة، خاصًة وأن هذه البيانات أظهرت نمو الاقتصاد في الربع الأول من العام بوتيرة أسرع مما كان متوقعًا، فضلًا عن توسع الإنتاج الصناعي بشكل غير متوقع خلال شهر أبريل. من ناحية أخرى، كانت الليرة التركية (-10.62%) أسوأ العملات أداءً هذا الأسبوع، حيث تراجعت إلى أضعف مستوى لها على الإطلاق، مدفوعًا بوجود حالة قلق حيال قيام الحكومة الجديدة بإلغاء الضوابط المفروضة على العملة، وذلك بهدف تقليل تدخل البنك المركزي في السوق. وتجدُر الإشارة إلى تراجع الليرة بنسبة 7.02% يوم الأربعاء، مسجلًة بذلك أسوأ أداء يومي لها منذ 2021. وكان الروبل الروسي (-1.99%) ثاني أسوأ العملات أداءً هذا الأسبوع، حيث انخفضت العملة بعدما أظهرت البيانات تراجع الاحتياطي الأجنبي للدولة بمقدار 11.6 مليار دولار خلال شهر مايو، إذ يسلط هذا الانخفاض الضوء على التكاليف الباهظة التي تدفعها روسيا لمواجهة العقوبات المفروضة عليها للتمكن من الاستمرار في حربها ضد أوكرانيا.

 

أسواق الأسهم

حققت مؤشرات الأسهم بالأسواق الأمريكية مكاسب خلال تداولات هذا الأسبوع، حيث اتجهت الأسواق الى تقييم البيانات الاقتصادية الضعيفة كما خفضت تسعيرها لقيام بنك الاحتياطي الفيدرالي برفع سعر الفائدة في اجتماع شهر يونيو. وصعدت مؤشرات الأسهم الرئيسية على خلفية استمرار أسهم شركات التكنولوجيا في تحقيقها للمكاسب، ليواصل مؤشر ناسداك المركب Nasdaq Composite (+0.14%) سلسلة مكاسبه التي استمرت سبعة أسابيع، وهي الأطول منذ شهر نوفمبر 2019.  وتجدر الإشارة إلى أن المؤشر ارتفع خلال جلسة الثلاثاء إلى أعلى مستوى له منذ شهر أبريل 2022، مسجلًا مكاسب بنسبة 26.85% منذ بداية العام. وارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز S&P 500 بنسبة (+0.38%) مسجلا مكاسب للأسبوع الرابع على التوالي، في أطول سلسلة لمكاسبه منذ شهر أغسطس 2022. علاوة على ذلك، تحقق معظم صعود المؤشر خلال جلستي الخميس والجمعة على خلفية انتعاش الأسواق، حيث ارتفع بأكثر من 20% منذ أدنى مستوياته التي سجلها في شهر أكتوبر الماضي. ومن ناحية أخرى، صعد مؤشر داو جونز الصناعي Dow Jones بنسبة 0.34%، بقيادة قطاع الاتصالات (+2.82%)، وقطاع السلع الاستهلاكية (2.41%). وتراجعت تقلبات الأسواق طبقًا لقراءات مؤشر VIX لقياس تقلبات الأسواق بمقدار 0.77 نقطة الذي استقر عند 13.83 نقطة، ليصل إلى أدنى مستوى له منذ الوباء، كما جاء أقل من متوسطه البالغ 19.88 نقطة منذ بداية العام وحتى تاريخه.  

 

في أوروبا، انخفض مؤشرSTOXX 600  بنسبة 0.46%، بقيادة قطاعات الكيماويات (-3.03%) والتأمين (-2.01%)، حيث أكدت رئيسة البنك المركزي الأوروبي، كريستين لاجارد، على استمرار البنك المركزي الأوروبي في رفع أسعار الفائدة خلال الفترة المقبلة. وخسرت المؤشرات الإقليمية الأخرى، بما في ذلك مؤشر DAX الألماني (-0.63%) ومؤشر CAC الفرنسي (-0.79%) ومؤشر FTSE 250 البريطاني (-0.30%).

 

 

أسهم الأسواق الناشئة

 

وبالانتقال إلى أسهم الأسواق الناشئة، ارتفع مؤشر مورجان ستانلي لأسهم الأسواق الناشئة MSCI EM بنسبة 1.83% ليسجل أفضل أداء أسبوعي له منذ 31 مارس وسط حالة من التفاؤل حول الإجراءات التحفيزية التي ستقدمها الحكومة الصينية  وزيادة الآمال بشأن استقرار العلاقات بين الصين والولايات المتحدة. علاوة على ذلك، تحسنت معنويات المخاطرة وسط أنباء تفيد بأن السلطات الصينية دعت أكبر البنوك في البلاد إلى خفض أسعار الفائدة على الودائع خلال الأسبوع الماضي، القرار الذي اعتبره بعض المستثمرين بمثابة خطوة استباقية من بنك الشعب الصيني لخفض أسعار الفائدة. بالإضافة إلى ذلك، أشارت البيانات الاقتصادية إلى انكماش نشاط المصانع بشكل أسرع من المتوقع في شهر مايو، مما أدى إلى زيادة التوقعات بشأن الإجراءات التحفيزية. وعلى الصعيد الجيوسياسي، ازدادت الآمال بحدوث استقرار في العلاقات بين الولايات المتحدة والصين، حيث أشارت الأنباء  بأن وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، يخطط لزيارة الصين بعد أن ألغى زيارته في شهر فبراير الماضي. وارتفع مؤشر شنغهاي المركب Shanghai Composite الصيني بنسبة 0.04% وكذلك مؤشر هانج سنج Hang Seng في هونج كونج بنسبة 2.32%. وفي أمريكا اللاتينية، ارتفع مؤشر مورجان ستانلي لأسهم الأسواق الناشئة بأمريكا اللاتينية MSCI LATAM بنسبة 4.68%، وهو أعلى مستوى له منذ شهر يونيو 2022، حيث أصبح المستثمرون على يقين بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي سيتوقف عن رفع الفائدة بشكل مؤقت في اجتماع شهر يونيو.

 

 

 

البترول:

تراجعت أسعار النفط بنسبة 1.76% مسجله خسائر للأسبوع الثاني على التوالي، لتستقر عند 74.79 دولارًا للبرميل، حيث أضافت البيانات الاقتصادية الصينية، والتي جاءت مخيبة للآمال، المزيد من الشكوك حول توقعات الطلب على النفط على الرغم من قرار المملكة العربية السعودية بخفض حجم الإنتاج بواقع مليون برميل، فضلًا عن صدور تقرير إدارة معلومات الطاقة الأمريكية يوم الأربعاء، والذي أظهر تراجع مخزونات النفط بالولايات المتحدة بشكل غير متوقع الأسبوع الماضي.

 

الذهب

ارتفعت أسعار الذهب للأسبوع الثاني على التوالي، حيث صعدت بنسبة 0.68%، لتستقر عند 1,961.19 دولارًا للأونصة. وكانت مكاسب الأسعار قد تحققت على خلفية ضعف الدولار.