الشراكة الاستراتيجية الافريقية-الامريكية

الشراكة الاستراتيجية الافريقية-الامريكية
الدكتور علاء البابلى

لتعزيز الامن الغذائى والنظم الغذائية والبيئة والسياسات الزراعية الافريقية فى المستقبل 

​اعداد وتقديم

د. علاء البابلى

خبير المياه الدولى- مصر

 

أصبحت الشراكة الاستراتيجية الافريقية الامريكية الجديدة والتى تناولت تعزيز الامن الغذائى والنظم الغذائية فى أفريقيا، أمرا حيويا فى تشكيل الامن الغذائى والبيئي والسياسات الزراعية الافريقية- العالمية فى المستقبل لزيادة فرص التعاون والتنسيق بين افريقيا والولايات المتحدة الامريكية لتحسين انظمة الغذاء الزراعى لمواجه تهديدات الامن الغذائى، وبالتأكيد ستكون هناك فرصة لمصر لاستغلال الدور المهم والمحوري بما لديها من خبراء وتكنولوجيا وابتكارات، ووجود التخصص الفريد فى الانتاج الزراعى لوجود الميزة النوعية والنسبية لتعزيز اتفاقية الجنوب الجنوب والذى انطلق منها تعزيز التعاون بين افريقيا والولايات المتحدة الامريكية لمواجهة تحديات الامن الغذائى.  

فى هذا الصدد، قامت مصر بإطلاق المبادرات خلال قمة المناخ COP27 والذى ينبع من دورها الريادي على مستوى القارة في جميع المجالات للارتقاء بمستوى الحياة في مصر والقارة الأفريقية ، وطرح تلك المبادرات الجادة تساهم بالنفع المباشر على مجموعة كبيرة من الدول المختلفة حول العالم، وتدعم جهود تلك الدول في التخفيف والتكيف مع آثار تغير المناخ حيث حرصت مصر على حشد دول العالم والشركاء لدعم تلك المبادرات والوصول بها إلى التنفيذ الفعلى والتى اطلقتها الرئاسة المصرية فى قمة المناخ الذى عقد فى شرم الشيخ COP 27 كمبادرة FAST ،ICAN ، وحياة كريمة ، التى تقدم حلولاً واقعية لحماية النظم الايكولوجية من الآثار السلبية للتغيرات المناخية .

تعتبر القمة الافريقية الامريكية والتى تناولت تعزيز الامن الغذائى والنظم الغذائية فى أفريقيا من اكبر الفرص التى يجب ان تستغل لتعزيز الشراكة الاستراتيجية من خلال التعاون بين افريقيا والولايات المتحدة الامريكية والذى اصبح أمرا ضروريا لا يحتمل التأخير خاصة لتحسين الانظمة الغذائية والزراعة وذلك للأهمية الدور الذى تلعبه افريقيا وامريكا فى تشكيل الامن الغذائى والبيئي الافريقي والسياسات الزراعية واستغلال الفرص فى المستقبل ولعمل شبكة تعاون مشتركة فى مجالات العلوم والتكنولوجيا والابتكار بهدف بناء انظمة زراعية مرنة ومستدامة ، واستكشاف الاليات التشغيلية والترتيبات المالية لتعبئة الموارد الازمة للتعاون الفعال بين بلدان الجنوب مع ايجاد الطرق التى تعمل بها كل منطقة اقليمية على تعزيز التنسيق بين البلدان الاعضاء لتحويل قطاع الاغذية والزراعة و تعزيز التجارة البينة بين افريقيا وامريكا ، مع العمل المحافظة على الموارد الطبيعية من الاراضى والمياه ومنعها من التدهور. فضلا على وضع خريطة طريق للنهوض بجداول اعمال النظم الغذائية بالتوافق مع ورقة الموقف المشترك، من خلال تعزيز منصات اصحاب المصلحة المتعددين، والاستفادة من التعلم من الاقران بشأن الابتكارات المؤسسية والسياساتية المطلوبة لدفع التحول فى قطاع الاغذية الزراعية مع عمل خريطة طريق برمجية لتنفيذ اطار التعاون.  

ونظرا للثروات الهائلة من الموارد الطبيعية والتنوع البيولوجى والفرص التى تتيحها الزراعة فى افريقيا، تلعب الولايات المتحدة الامريكية وأفريقيا دورا أساسيا فى ضمانات الامن الغذائى الأفريقي والاستدامة البيئية والمعيشية المرنة.  

ومع تعافى قطاعي الاغذية والزراعة فى جميع انحاء العالم من تأثير جائحة كوفيد 19، أصبحت هذه الشراكة أكثر أهمية من أي وقت مضى. ولسوء الحظ فان الوضع الغير مستقر فى اوروبا الشرقية يؤثر سلبا على عملية الانتعاش فى القارة الافريقية. ومع استمرار الازمة الروسية الاوكرانية ، التغيرات المناخية، وتتفاقم أزمة الامن الغذائى وستستمر فى التدهور فى العديد من البلدان الافريقية حيث أعاقت الازمة اسواق السلع العالمية وتدفقات التجارة البينية والذكية. فعلى الصعيد العالمى، حدث زيادة فى اسعار المواد الغذائي نتيجة ارتفاع المدخلات بالفعل فى جميع البلدان تقريبا فى انحاء القارة الافريقية.

هذه القمة تعتبر أهم حدث فى اطار الجهود المشتركة والتى تعرض بين قادة أفريقيا والولايات المتحدة الامريكية لمواءمة اولوياتهم على اساس اوجه التشابه الانتاجية والبيئة والثقافية والتاريخية والتحديات المشتركة فيما يتعلق بأنظمة الاغذية الزراعية إي تحديد المجالات التى يمكن العمل فيها معا فحسب، بل ايضا المجالات المحددة التى يمكن فى ان تكون فيها فرص التعاون أكثر ربحية، فضلا عن الاليات التشغيلية والمالية الازمة لتعبئة الموارد الازمة وتحقيقها لهذه الغاية.

الاهداف المرجوة:

1. الاستفادة من المبادرات الرئاسية التى اطلقتها مصر فى قمة المناخ وما نتج عنها من مخرجات من حيث انشاء ودعم صندوق الخسارة والمخاطر .

2. تحديد التحديات وفرص التعاون الدولي حول القضايا ذات الاهتمام المشترك، مع التركيز على العلوم والتكنولوجيا والابتكار.

3. تبادل أفضل الممارسات والتقدم التكنولوجي الهادف الى معالجة الاسباب الكامنة وراء انعدام الامن الغذائى وسوء التغذية والتدهور البيئى.

4. العمل على ايجاد الاليات التشغيلية والترتيبات المالية لتعبئة الموارد الازمة للتعاون الفعال بين بلدان الجنوب.

5. التعرف على الطرق التى تعمل بها كل منطقة اقليمية على تعزيز التنسيق بين البلدان الاعضاء لتحويل قطاع الاغذية.

6. وضع خارطة طريق للنهوض بجداول أعمال النظم الغذائية بالتوافق مع ورقة الموقف المشترك من خلال تعزيز منصات أصحاب المصلحة المتعددين.

7. تعزيز الابتكارات المؤسسية والمتعلقة بالسياسات من اجل الادماج الاجتماعي، وشبكات الامان والصحة و التغذية، فضلا عن استعادة الموارد الطبيعية المتدهورة.

8. الترويج لنظام تجارة الدولية الاغذية ليكون اكثر انصافا وشفافية  

 

وعليه ، فان الشراكة الاستراتيجية الجديدة بين القارة الافريقية والولايات المتحدة الامريكية فى تشكيل الامن الغذائى والبيئي والسياسات الزراعية الافريقية فى المستقبل اصبحت فرصة وأمرا ملحا لتحسين انظمة الغذاء الزراعى لمواجه تهديدات الامن الغذائى، وعلينا استغلال تلك الفرصة بالاستفادة من الدور المحوري لمصر بما لديها من خبراء وتكنولوجيا وابتكارات، بالاضافة الى وجود التخصص الفريد فى الانتاج الزراعى لوجود الميزة النوعية والنسبية لها لتعزيز اتفاقية الجنوب الجنوب والذى انطلق منها تعزيز التعاون بين افريقيا والولايات المتحدة الامريكية لمواجهة تحديات الامن الغذائى والنظم الغذائية وسوء التغذية والفقر.