الفساد الاقتصاد والاستثمار البشرى

الفساد الاقتصاد

الفساد الاقتصاد والاستثمار البشرى
الدكتور السيد خضر

بقلم : الدكتور السيد خضر ، الخبير الاقتصادي

تعتبر ظاهرة الفساد ظاهرة من قديم الأزل وأنها ظاهرة عالمية شديدة الانتشار والخطورة ولها جذور عميقة ذات تداعيات واسعة كما یصعب التمییز بینها وتختلف درجة شمولیتها من مجتمع لآخر،،وقد وردت إشارات عديدة في القرآن العظيم، تدل على الفساد منها كقولة تعالى "ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ"سورة الروم،الأية رقم 41،"وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَٰٓئِكَةِ إِنِّى جَاعِلٌ فِى ٱلْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوٓاْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ ٱلدِّمَآءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّىٓ أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ " سورة البقرة ،الآيه رقم 30،

حيث أن الفساد هو طائفة الأعمال المخالفة للقوانين والأنظمة المعروفه ،بهدف تحقيق منافع شخصية على حساب المصلحة العامة ،لقد عانت المجتمعات من جراء الفساد الاقتصادى ومدى انعكاساته الخطيرة على الاقتصاد والمجتمع، خاصة فى ظل انتشاره في المجتمع فإنه یؤدي إلى عرقلة عملية نموه الاقتصادي والاجتماعي والسياسى،وبالتالي یفقده حاضره ویقضى على مستقبله، فضلا عن سیادة حالة ذهنیة لدى الأفراد والمجتمعات، مما یترتب علیه نتائج وخیمة في جمیع النواحي الحیاتیة الاقتصادیة والاجتماعیة والسیاسیة والثقافیة والدینیة ومدى التأثر بهذا الداء والوباء الخطیر على الدولة،كما أن هناك دوافع للفساد نتیجة تأثرها بالظروف الاقتصادیة والاجتماعیة والإداریة والسیاسیة والنظامیة، فمن الصعوبة بمكان حصر وتحدید أسباب الفساد بشكل دقیق، نظرا لما یمثله الفساد من ظاهرة اجتماعیة في غایة التشابك، وما يرافقة من تباین واختلاف في النفس البشریة والبیئات المحیطة بها، إن هذه العوامل لیست مفصولة عن بعضها، بل یتخللها الكثیر من التشابك والتداخل والتأثیر المتبادل وهو ما تحاول الدولة المصرية القضاء عليها تمام ولكنه سيحتاج مزيد من الوقت للقضاء عليه تماما .

و من أهم صور الفساد الرشوة التى تعد أكثر أشكال الفساد انتشاراً وشیوعا فى مجتمعنا ،وقد حرمت الرشوة بقوله تعالى "وَلَا تَأْكُلُوٓاْ أَمْوَٰلَكُم بَيْنَكُم بِٱلْبَٰطِلِ وَتُدْلُواْ بِهَآ إِلَى ٱلْحُكَّامِ لِتَأْكُلُواْ فَرِيقًا مِّنْ أَمْوَٰلِ ٱلنَّاسِ بِٱلْإِثْمِ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ"سورة البقرة،الأية 188.

    الدولة المصرية تسعى إلى الاستثمارالبشرى الذى أرى أنه استثمار جرئ لأن العنصر البشرى هو أهم عناصر الإنتاج فبالتالى لابد من التوجه الكامل إلى دعم وضخ مزيد من الاستثمارات من أجل القضاء على الفساد والمفسدين ،وبالاتجاة إلى تطبيق ظاهرة الحوكمة ومدى الاستفادة منها فى الهيكل الحكومى والخاص ، باعتبارها عوامل رئیسة تؤثر في كفاءة تشغیل الاقتصاد الكلي ومن ثم في أداء الاقتصاد ذاته،لأنه لا یمكن لأي مجتمع من تحقیق أي تقدم في طریق التنمیة الاقتصادية والقضاء على الفساد ،كون الفساد لیس بظاهرة عابرة سرعان ما تظهر وتختفي، ولكنها ظاهرة مستمرة ومتوغله فى المجتمع بتفاوت حجمه من دولة إلى أخرى ومن قطاع إلى آخر داخل الدولة الواحدة لذلك لابد من توفير الدعم الكامل لذلك الاستثمار الحيوى الذى يعتبر بمثابة العبور إلى بر الأمان والانطلاق الى التنمية الاقتصادية الشاملة فى مصرنا الحبيبة .