قصة الصحفي وائل الدحدوح الذي غنى لأولاده وقام بدفنهم

قصة الصحفي وائل الدحدوح الذي غنى لأولاده وقام بدفنهم

 

فقد الآلاف من الفلسطينيين الكثير من أفراد أسرهم وذويهم، ومنهم من فقد أطفاله وأفراد عائلته بالكامل، وعلى الرغم من ذلك مواصلين في صمودهم أمام عدوان العدو، وكلهم صبر وأمل في الله - سبحانه وتعالى-، حتى خرج منهم نماذج أبهرت العالم أجمع بقوتهم ورضاهم بقضاء الله - عز وجل-.

 

يعتبر الصحفي وائل الدحدوح أحد النماذج التي أعطت العالم أجمع مثالا على الصبر والقوة والإصرار على مواصلة جهاده ضد العدو الصهيوني، حتى بعد أن فقد عائلته بالكامل.. فماذا فعل الدحدوح وما قصته

 

 

 

عادة ما يهرول الصحفي وراء الأخبار الهامة، خاصة المراسلين من قطاع غزة، إذ يكونوا هم السبيل الوحيد لإيصال صوت أبناء فلسطين للعالم، إلا أن مراسل قناة الجزيرة، وائل الدحدوح، بينما كان يؤدي مهام عمله، فوجئ باستهداف قصف إسرائيلي لمنزله في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.

 

بينما كان وائل الدحدوح يغطي خبر القصف الإسرائيلي على مخيم النصيرات بقطاع غزة، وجد أفراد عائلته هي الخبر، ليروح ضحية هذا الاستهداف زوجته وابنه وابنته، ولم يكونوا هم أول من فقد من عائلته، إذ فقد ما يقرب من 20 شخصا من أفراد عائلته استشهدوا ضحية القصف الإسرائيلي.

 

“ بينتقموا منا في أولادنا.. معلش، الحمد لله، إنا لله وإنا إليه راجعون، دموعنا دموع إنسانية وليست دموع جبن وانهيار، فليخسأ جيش الاحتلال” هكذا كان تعبير مراسل الجزيرة وائل الدحدوح عندما كان حاملاً طفلته على يداه، إلى مثواها الأخير، بعد قصف جيش الاحتلال الصهيوني لعائلته، في مخيم النصيرات الذي كان يأوي عائلته بعد تهجيرهم من غزة.

 

اعتاد الصحفي وائل الدحدوح تجميع أولاده وأفراد أسرته، والجلوس حول حلقة من النار للحصول على التدفئة اللازمة، والغناء سويًا لوطنهم فلسطين، زارعهم داخل أولاده حب الوطن، وما لم يكن يعلمه هو تحول كلمات الأغنية في أحد الأيام إلى حقيقة.

 

انتهت أيام الغناء وبدأت أيام الاستشهادات وبينما كان يغطي الصحفي وائل الدحدوح، أخبار القصف الإسرائيلي فوجئ أنه يقوم بتغطية خبر وفاة أسرته، لتتحول كلمات الأغنية إلى واقعًا يعيشه.

 

ظهر وائل الدحدوح في مقطع الفيديو، وهو جالس بين أفراد أسرته وأولاده، حول النيران لحصولهم على التدفئة، وحاملاً بين يديه طفلا صغيرا، ويغنون لـ فلسطين قائلين:

 

" بكتب اسمك يا بلادي.. ع الشمس الما بتغيب

 

لا مالي ولا ولادي على حبك ما في حبيب

 

يا دار الأوفى دار بيلبقلك الأشعار ".