ما بين البربر والحضر

ما بين البربر والحضر
البربر والحضر

بقلم /  مصطفي جمال عبد المجيد

 

بالطبع هناك فلسفة لكل من التقدم والتخلف , بحيث نجد شعوباً تتبني  حرية الفكر والتعبير عن  الرأي دون قيود وتقوم بدراسة التاريخ البشري دراسة نقدية , فهي فلسفة لا تعرف الخطوط الحمراء تلك الفلسفه التي لا تقدس الأشخاص  وتؤمن بالمساواة بين الرجل والمرأه , بينما فلسفة التخلف هي عشق المصادرة , مصادرة  الفكر والإبداع بهدف الحفاظ علي استقرار المجتمع وحماية الثوابت والمعتقدات حتي يُصيب المجتمع ما يسمي بالجمود الفكري في كافة مجالات الحياة  .

الإنسان الأول :

 كان يعيش الإنسان البدائي بهدف البقاء خوفاً من تلك الطبيعة الغامضة حتي يستطيع التكيف معها , بينما أصبح الإنسان كائن بربري كقطاع الطرق والبدو الرحل وذلك بسبب نقص الموارد وانتشار المجاعة , فان لفظ البربرية يشير الي  مجتمع يسود فيه الوحشية والهمجية , ففي البداية كانت هناك الزمر البشرية التي تتكون من مجموعة أفراد تشبه القبائل  حتي انفجرت الثورة الفكرية بكل طاقتها بهدف التغيير الكامل من القاع حتي القمه ثم أصبح هناك مجتمع يتضمن العديد من الزمر البشرية تحت مسمي الدولة ,  بحيث تصبح الحضارة تزامناً مع الفكر .

رؤيه حول الحضارة المعاصرة  :

نجد في القرن ال20 ومع ظهور العولمة أصبح هناك تبادل ثقافي وعلمي وتكنولوجي  بين الشعوب وبعضها مما أدي ذلك إلي تنوع الحضارات وغياب فكرة الوطن الواحد وأصبح الفرد مواطناً عالمياً , وعلي الرغم من التقدم الصناعي والتكنولوجي الذي نراه اليوم , بل في حقيقه الأمر قد غابت كل معاني التحضر والإنسانية , فإن الواقع الآن لا يختلف في شئ عن الحياة البربرية بل أصبح الإنسان أشد عنفاً  ووحشيه  من أجل الهيمنة علي الأخرين , متمثلاً ذلك في العنصرية والطائفية الموجودة في كافة المجتمعات , بالطبع هذا ليس سلوك حضاري , لذا يمكننا القول بأن هناك حضارة بلا تحضر .

وفي النهاية ينبغي أن تكون فلسفة الحوار هي الأداة الجديدة التي من خلالها يتحقق التنوع الثقافي وحقوق الانسان والديمقراطية والسعي نحو السلام الدائم , حتي  نتمكن من خلق جيل جديد له غاية من تلك الحياة , حياة  بلا عنصريه ... بلا نزاعات , تعمل علي نشر الطمأنينة بين الجنس البشري وأن يتم النظر لهذا العالم نظرة إنسانية فقط , لكي نتمكن من توحيد الجنس البشري والقضاء علي تلك الفوارق  " العرقية  والدينية  واللونية "  حتي نكون قادرين علي صُنع مستقبل بشري أفضل ,  وهنا تكمن أهمية الفلسفة .