منظمة الصحة العالمية تُثني على العراق لكونه أول بلد في العالم يستكمل المرحلة الانتقالية الخاصة بشلل الأطفال

منظمة الصحة العالمية تُثني على العراق لكونه أول بلد في العالم يستكمل المرحلة الانتقالية الخاصة بشلل الأطفال

 

كتب : عاطف طلب

 نجح العراق في استكمال عملية الانتقال في مجال شلل الأطفال. وهو أول بلد يحقق هذا الإنجاز الرائع من البلدان ذات الأولوية فيما يتعلق بالانتقال في مجال شلل الأطفال.

 

ومن المعلوم أن المرحلة الانتقالية الخاصة بشلل الأطفال تنطوي على تطويع الأصول الخاصة ببرنامج شلل الأطفال –مثل المعارف والشبكات والبنية الأساسية– لتعزيز وظائف الصحة العامة الأوسع نطاقًا في بلد ما ضمن السياق العام لتعزيز النظام الصحي الوطني. وتشمل هذه الوظائف الأوسع نطاقًا التمنيعَ، وترصُّدَ الأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات، والتأهُّبَ للطوارئ والاستجابةَ لها.

 

وحتى يتسنى الحفاظ على الوظائف الأساسية لبرنامج شلل الأطفال عبر توفير موارد مستدامة، لا بد من تحقيق التحوُّل الكامل من التمويل الخارجي إلى التمويل المحلي. وفي المقابل، فإن نجاح عملية الانتقال في مجال شلل الأطفال وإدماج الأصول الخاصة بشلل الأطفال وصونها لتعزيز التمنيع الروتيني وترصّد الأمراض والاستجابة للفاشيات من شأنه أن يعود بفوائد اجتماعية واقتصادية ويتيح عائدًا استثماريًّا مرتفعًا للغاية.

 

وفي هذا السياق، أشادت الدكتورة حنان حسن بلخي، مديرة منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط، بالإنجاز الذي حققه العراق في مجال الصحة العامة وبالأثر الإيجابي الذي سيترتب عليه، قائلة: «أودُّ أن أُعرب عن خالص تهنئتي للعراق على تحقيق الانتقال الكامل في مجال شلل الأطفال في فترة زمنية وجيزة للغاية. وتلك خطوة كبيرة نحو تعزيز قدرة النظام الصحي على الصمود واستعادة قدراته لخدمة سكان العراق على نحو أفضل، والاستفادة على أفضل وجه ممكن من أصول برنامج شلل الأطفال».

 

وسيضمن نجاحُ العراق في المرحلة الانتقالية الخاصة بشلل الأطفال وإدماجُ أصول برنامج شلل الأطفال في النظام الصحي الوطني التمويلَ المستدامَ للوظائف الأساسية في مجال شلل الأطفال من خلال إتاحة التمويل المحلي للحفاظ على خلو البلد من شلل الأطفال.

 

وأبرزت الدكتورة رنا الحجة، مديرة إدارة البرامج بالمكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، التي تقود أيضًا أنشطة المرحلة الانتقالية الخاصة بشلل الأطفال – أبرزت تأثيرَ الانتقال الكامل في مجال شلل الأطفال في العراق على تحقيق الغايات العالمية المتصلة بشلل الأطفال، قائلة: «إن هذا النجاح يثبت أيضًا أنه يمكن الانتقال في مجال شلل الأطفال في بقية البلدان الستة ذات الأولوية في الإقليم، ومن ثم يسهم في الحفاظ على وضع الخلو من شلل الأطفال في البلد وفي العالم بعد استئصال فيروس شلل الأطفال».

 

الشروع في عملية الانتقال في مجال شلل الأطفال

 

بدأ العراق عملية الانتقال في مجال شلل الأطفال في عام 2019، بجهود مشتركة بين وزارة الصحة العراقية ومنظمة الصحة العالمية. ومنذ ذلك الحين، يعمل العراق على إدماج الوظائف الأساسية لبرنامج شلل الأطفال في نظامه الصحي. ولضمان الانتقال السلس، جرى تدريب 40 عاملًا صحيًّا على المستوى المركزي و360 عاملًا آخرَ على المستوى دون الوطني لدعم تلك الوظائف والأولويات الصحية الأوسع نطاقًا.

 

وفي هذا السياق، يقول الدكتور جورج كي-زربو، ممثل منظمة الصحة العالمية ورئيس بعثتها في العراق: «إن اليوم يمثل معلمًا هامًّا في تاريخ العراق لكونه أول بلد من البلدان التي تمر بمرحلة انتقالية في مجال شلل الأطفال يستكمل هذه العملية بصورة تامة. وقد نجح العراق، منذ عام 2019، في إدماج الوظائف الرئيسية لبرنامج شلل الأطفال في نظامه الصحي، وذلك بفضل التعاون الوثيق بين وزارة الصحة والمكتب القُطري للمنظمة في العراق، بدعم من المكتب الإقليمي للمنظمة والمبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال. ويؤكد هذا الإنجاز تفاني العراق في إقامة نُظُم صحية مستدامة، ويسلط الضوء على كيفية الاستفادة من تطويع الأصول الخاصة ببرنامج شلل الأطفال في تعزيز وظائف الصحة العامة الأوسع نطاقًا».

 

ومن جانبها، ستواصل المنظمة تقديم الدعم التقني للعراق ورصد جودة الوظائف الأساسية لبرنامج شلل الأطفال، التي تكتسي أهمية حاسمة للحفاظ على العراق خاليًا من هذا المرض.