أخسئوا فيها ولا تكلمون... عن الإرهاب المأجور

أخسئوا فيها ولا تكلمون...  عن الإرهاب المأجور
الدكتور عادل القليعي

بقلم: الأستاذ الدكتور عادل القليعي

أستاذ الفلسفة الإسلاميةبكلية الآداب حلوان.

نعم صدق فيكم قوله تعالي:(قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا، الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا).

صدق الله العظيم، ومن أصدق من الله قيلا، ومن أصدق من الله حديثا.

خسئتم أنا كنتم، وأنا حللتم ونزلتم، ولا مرحبا بكم، نلفظكم وتلفظكم الأرض، وتلفظكم حتى ثياب الخسة والنذالة التي ترتدونها، بل وتأتون يوم القيامة مكبلين بالسلاسل والأغلال، ورصاصاتكم التي قتلتم بها خيرة الشباب وملح البلاد وملاحها ومن اشتراها لكم ودربكم عليها ومن أوهمكم واستغل نفوسكم المريضة وجركم خلف الشيطان واستحل لكم دماء الأبرياء بفتوى لا ندري من أين أتى بها وفي أي الكتب قرأها وأي منبر اعتلاه خاطبا فيكم مسفسطا قالبا الحق باطلا والباطل حقا بفتوى ضيزي باطلة، فتوى الجهاد، ستلاحقكم لعنات الإله في كل مكان وكل زمان حتى تقبروا جيفا قذرة نتنه تمقتكم قبوركم لا بل وأكفانكم تعافكم فتدخلون قبوركم بعوراتكم وعواركم غير مستورين.

جميعكم ستسحبون بالسلاسل ثم فى النار تسجرون، لكن قبلها ستقفون يلجمكم العرق أمام أحكم الحاكمين سائلا إياكم لماذا فرطتم في أرواح الأبرياء، هل أمرتكم بقتل الآمنين المطمئنين، هل أبحت لكم قتل العيون الساهرة التي تحرس في سبيل الله، هل أمرتكم بقتل الضباط والجنود الشرفاء الذين يقفون ليلا ونهارا حارسين للحدود، هل أنزلت ذلك في كتبي، هل بلغكم رسلي ذلك عني؟!.

لماذا فعلتم كل هذه الشناعات، لماذا يتمتم الأطفال، ورملتم النساء، وقتلتم الفرحة في عيون الصبايا الحسان اللواتي ينتظرن عرسهن.

ما ذنب جنينا في بطن أمه ينتظر الجميع مولده فيولد مستقبلا الدنيا صارخا في وجوهكم الحقيرة لماذا قتلتم أبي وتركموني يتيما ووأدتم فرحتي وفرحة أمي وأجدادي بقتلكم أبي فلذة كبد أبويه ونور عين أمي، ماذا تنتظرون مني هل سأسامحكم لا والذي في السماء عرشه وفى الأرض سلطانه سأكبر وألتحق بالجيش لأكمل مسيرة أبي وآتي بثأره وثأر كل الشهداء.

ماذا ستقولون لربكم، لن تجدوا كلاما، لا حجة لكم، لا حجة بينكم وبين الشهداء، الله يحكم بينكم وعنده تجتمع الخصومات يوم ينادي المنادي من مكان بعيد، يوم تسمعون الصيحة بالحق ذلك يوم الخروج.

فيأمر الله زبانية جهنم خذوهم فغلوهم وفي قعر جهنم ضعوهم لأنهم استباحوا دماء الأبرياء.

أنتم أيها المرضى يا فاقدي الهوية، يا معدومي المرؤة هل ظننتم أنكم تحسنون صنعا، لا بارك الله فيكم ولا في صنيعكم.

أيها المنافقون الأفاقون، افعلوا ما شئتم، فإنا ماضون في طريقنا حتى وإن خربتم وقتلتم فيموت شهيد، يولد آلاف الشهداء، مصرنا ولادة، والأمهات الصابرات المحتسبات ستتحنى بدماء أبنائهن فرحين مستبشرين مهللين حامدين الله على ما رزقهم الله من شهادة أبنائهن.

نعم عقدنا عزمنا على إكمال المسيرة والوقوف بكل ما أوتينا من قوة ملتفين حول قادتنا لن يضيرنا كيد الكائدين ولا مكر الماكرين ولا حقد الحافظين ولا كره الكارهين، عقدنا العزم بكل كيان المجتمع نسيج واحد مسلمين ومسيحيين، يدنا في أيدي بعضنا البعض متحدين مع قائدنا متصدين لكل أهل الشر الذين طغوا فى البلاد فأكثروا فيها الفساد، وإن شاء الله تعالى سيصب عليهم ربهم أصوات عذاب.

نعم خلف قياداتنا نحو البناء والتشييد، نحو إتمام مشروعاتنا العملاقة، نحو تنمية مستدامة، وهذا أبلغ رد على محاريك الشر وأهله، وهذه أجمل الهدايا التي نقدمها لشهدائنا الأبرار، وأن تضحياتهم لم ولن تذهب سدى.

فضلا عن ذلك فجيوشنا بقواتها ستجعل السماء فوقكم شواظ من نار، والأرض من تحت أقدامكم نحاس منصهر.

رحم الله شهدائنا الأخيار.

رحم الله من اصطفاهم ربنا واختارهم وأذاقهم شراب الشهادة التي تمنوها فوهبهم الله إياها.