الإعلام الفضائي والهجره الغير شرعيه

الإعلام الفضائي

الإعلام الفضائي والهجره الغير شرعيه
الباحثة نانسي نبيل

بقلم: الباحثه الإعلاميه نانسى نبيل فودة 

ينجرف الكثير من الشباب والأفراد خلف الوهم الذي ينشأ من خلال بث القنوات الفضائية للافلام والمسلسلات والبرامج التي تحمل الأحلام المزيفة للمشاهد حيث ترسل العديد من رسائل الإقناع التي تشير إلي أن الحياة الغربية حياه مثاليه خاليه من أي تعقيدات حياتيه أو مشقه وأن كل فرد إختار البقاء في هذه الحياه وصل إلي الشهرة والعالمية بكل سهوله ويسر دون أي تعقيدات أو عقبات ، وأن أساس قيام هذه الدول على المبادئ الديموقراطية البحتة وحرية المعيشة حيث أنهم يضعون الحياة داخل هذه الدول في إطار أقرب إلى الخيال ، مما كان له القدرة على إقناع الكثير من الشباب إلى هذه الأفكار الموجهة لتحقيق الأحلام الوهمية ،دون بذل أي محاولة لإثبات الذات داخل وطنهم أو المساعدة في حمايتها، حيث أن هذه القنوات تقوم بإصدار أفكار معينة تكون المحور الأساسي لسعي الشباب إلى الهروب إلى خارج بلادهم ، دون أدنى محاولة من تحقيق النجاح المطلوب بشكل يحافظ على كرامتهم داخل بلادهم ، فتسعى القنوات بالتركيز على الجوانب الإيجابية للدولة من مثالية الخدمات داخل مؤسساتها وأيضا استثمار المناطق السياحية بشكل يبهر المشاهد و يستقطبهم إلي داخلها فيجعله يسعى لتحقيق حلم السفر والعيش في دولة ما لقناعته أنه سيحقق جميع أحلامه في غمضة عين ،وعلى النقيض من هذا فيرسل الإعلام المحلي والفضائي للدولة الرسائل التي تعكس الجوانب السلبية للدولة بشكل مستمر من إرتفاع معيشه ، وصعوبة العمل ، والزيادة السكانية ،والجرائم المنتشرة وعدم توظيف الجوانب الإيجابية للدولة بالشكل المطلوب ، مما يجعل هؤلاء الشباب الإنطياع إلي الأفكار التي تحرض على السفر والتي يروض لها سماسرة البشر بإقناعهم أن العيش في بلادهم مستحيلة ،وأن الحلم سيتحقق في هذه البلاد بائعة الوهم والأحلام، فيطرق الشاب الأبواب للحصول على الأموال حتي يستطيع تحقيق هذا الحلم الذي يتحول بعد ذلك إلي كابوس وندم . ويغادر الشباب بلادهم في محاولة الوصول أو عدم الوصول باتجاههم إلى الدولة المطلوبة دون قدرتهم على الحصول على تأشيرة الدخول لسببٍ ما، أو محاولة سعيهم لدخولهم إلى الدول التي ليس لها اتفاقات الإعفاء من تأشيرة الدخول، ممّا يضطرّهم إلى محاولة الدخول لتلك الدولة عن طريق عبور الحدود بشكلٍ غير قانوني ودون تفتيش، فيصبحوا أفراد مقيمين في دولة بشكل غير شرعي 

فيعرضهم إلى مشاكل كارثية في حال نجاتهم من متاعب السفر الغير آدمي وأيضا من حراس الحدود الدولية ،فتبدأ رحلة المعاناة أشبه بكابوس يعيشه الشاب من هروب مستمر خوفا من الأمن الداخلي للدولة ، وأيضا يعاني من كثير من الذل والإهانة والفقر ،فيقع فريسة في أيدي العصابات والمافيا،أو العمل في أدني عمل بأدني راتب ولا يستطيع المطالبة بأي زيادة للأجر ،خوفا من أي عواقب تلحق به حيث أن الدول تطبق العديد من العقوبات للأفراد المتسللين داخل الدولة وهو تطبيق عقوبة أشدّ وأكثر صرامة ، كما يحقّ للدوله فرض عقوبات مدنية و إدارية و عقوبات جنائية على المهاجرين غير شرعيين في وجود ظروف دولية مشددة، كما يطبق عليهم غرامات مالية كبيرة وكثيرا تمتلئ السجون من المهاجرين الذين تسللوا داخل البلاد دون أي أوراق رسمية حتى يتم ترحيلهم ، ويتحول الحلم إلي سراب مع وقوعهم تحت الأذى النفسي والبدني والمادي الذي لحق بهم ، ولذلك من الواجب على الدولة أن تعاقب كل من يحاول القيام بالهجرات الغير شرعيه بطريق حاسمة ورادعة ، لأنها جريمة في حق نفسه وحق بلاده، كما يجب أن تقوم بشكل كبير بنشر الوعي الكافي لدى الأفراد والشباب من رحالات الوهم التي ترسم بشكل يزيف جميع الحقائق ويتم تحويلها في النهايه الي مأساه بمعنى الكلمة،حيث أن الشباب يقعوا فريسه بكل سهوله لنقص خبراتهم لمثل هؤلاء السماسره، ولذلك تسعي الدولة بتوفير السبل الكافيه للإتاحه فرص العمل المختلف داخل مشروعاتها المتنوعه حتي يتم إستثمار الشباب داخل وطنهم بشكل يفيدهم ويفيد أسرهم ويفيد مجتمعهم، كما يجب أن يكون هناك رقابه كبيره من الدولة على القنوات الفضائيه من محتوياتها من البث التلفزيوني ووضع قوانين رادعه لمن يخالف ذلك ،كما يتم بث التوعيه الكافيه بشكل دوري علي جميع القنوات ومحاوله إبراز جميع الجوانب الإيجابيه للدوله وحرصها وتفانيها في محاوله حل جميع المشاكل الخاصه بالشباب حتي لا يقعوا فريسه لمثل هذه الأوهام التي تقودهم إلي أكذوبه تحقيق طموحاتهم خارج بلادهم