مؤتمر صحفي عبر الإنترنت بشأن استئصال شلل الأطفال والتصدي لفاشياته

مؤتمر صحفي عبر الإنترنت بشأن استئصال شلل الأطفال والتصدي لفاشياته
منظمة الصحة العالمية

نظمه إقليم منظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط

 قالت الدكتورة فوزية أبيكار، وزيرة الصحة والرعاية الاجتماعية، الصومال لا يزال شلل الأطفال يُمثِّل طارئة صحية عامة تسبب قلقًا دوليًّا بموجب اللوائح الصحية الدولية، وتتخذ الصومال إجراءات سريعة للتصدي لهذه الطارئة على أعلى المستويات الحكومية.

وفي الوقت الذي يواجه فيه البلد موجة مستمرة من الجفاف، وما يترتب عليها من عواقب صحية، ويواصل الاستجابة لجائحة كوفيد-19، لم ننسَ مدى أهمية احتواء فاشية فيروس شلل الأطفال المستمرة حتى لا تنتشر أكثر وتؤثر على حياة الأطفال.

وفي آذار/ مارس من هذا العام، اجتمعت الحكومة الاتحادية الصومالية ومنظمة الصحة العالمية وأعضاء المبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال في القمة الصومالية، لإعادة تأكيد التزامهم بوقف أطول فاشية مستمرة لفيروس شلل الأطفال الدائر المشتق من اللقاحات من النمط 2 في البلد.

وتمثلت إحدى النتائج الرئيسية للقمة في إقرار خطة عمل الطوارئ في الصومال لعام 2022 لوقف فاشية شلل الأطفال عن طريق تكثيف الجهود الحالية وتحسين خدمات التمنيع الأساسية.

وتتضمن الخطة دعوة إلى العمل من أربع نقاط موجهة لجميع الشركاء في مجال الصحة في البلد، وتشمل تحقيق تغطية عالية بالتمنيع، والوصول إلى الفئات السكانية الشديدة التعرض للخطر، وتعزيز ترصُّد فيروس شلل الأطفال، وتعزيز التنسيق بين جميع أصحاب المصلحة. 

وتتضمن بعض الاستراتيجيات الرئيسية التي يجري تطبيقها لتنفيذ الخطة تكثيف الجهود الرامية إلى تطعيم الأطفال ضد شلل الأطفال، من خلال خمس حملات تطعيم جماعي واسعة النطاق في عام 2022، وتحسين التمنيع الروتيني للأطفال في المواقع المعرضة لخطر شديد التي يتخلف فيها الأطفال عن تلقِّي التطعيمات، وتعزيز المشاركة المجتمعية.

ولأننا نعلم أن فيروس شلل الأطفال -مثل معظم الأمراض المعدية- لا يحترم أي حدود، فإننا نعزز أيضًا التنسيق عبر الحدود مع برامج استئصال شلل الأطفال في الصومال وكينيا وإثيوبيا وجيبوتي.

وندرك كذلك أن أحد التحديات الرئيسية التي تعوق تقدمنا هو الأعداد الكبيرة من الأطفال الذين لم يتلقوا التلقيح، ويعيشون في مناطق ينعدم فيها الأمن، ويعانون من محدودية فرص الوصول إلى الخدمات الصحية. وقد أدت الجهود المبذولة مؤخرًا إلى تحسين فرص الوصول إلى نسبة كبيرة من الأطفال الذين لم يحصلوا على التطعيم من قبل. وعلى مدار السنوات الخمس والعشرين الماضية، استطاع الصومال أن يوقف بنجاح الفاشيات السابقة لفيروسات شلل الأطفال البرية والمُشتقَّة من اللقاحات، ومنها فاشية وقعت مؤخرًا لفيروس شلل الأطفال الدائر من النمط 3 في عام 2021. 

وستظل صحة أطفالنا في المقام الأول دائمًا، ونرى أن خطة عمل الطوارئ في الصومال لعام 2022 مَعلمًا رئيسيًّا في نجاحنا في قهر فاشية شلل الأطفال الحالية في الصومال. 

ولكي ننجح في مهمتنا، نعكف على تنفيذ حملات التطعيم المخطط لها، وأنشأنا أنظمة موثوقًا بها لرصد البيانات للتحقق من جودة الحملات. وقد جرى التحقق من استعداد الصومال لاستخدام اللقاح الفموي الجديد المضاد لفيروس شلل الأطفال من النمط 2، ونحن على أهبة الاستعداد لاستخدام هذا اللقاح عند الضرورة. 

وتتيح أيضًا خطة عمل الصومال لاستئصال شلل الأطفال فرصة لتعزيز البنية الأساسية لبرنامج التمنيع الأساسي لدينا، حتى يتسنى أيضًا توفير الخدمات الصحية الأساسية لمن هم في أمسِّ الحاجة إليها. ونحن بذلك سنضمن أيضًا وضع الأساس الذي ستنطلق منه جهود المرحلة الانتقالية الخاصة بشلل الأطفال، التي ستشمل جهود التأهُّب لمخاطر الصحة العامة في الصومال وترصُّدها والاستجابة لها بما يتجاوز نطاق استئصال شلل الأطفال.

وختامًا، يطيب لي أن أغتنم هذه المناسبة كي أنقل إليكم خالص امتنان الحكومة الصومالية لجميع شركائنا، والجهات المانحة، واللجنة الفرعية الإقليمية المعنية باستئصال شلل الأطفال، على دعمهم وجهودهم الهائلة التي بذلوها في إطار الشبكة الهائلة من القوى العاملة والأصول الخاصة بشلل الأطفال في البلد، التي حمت الملايين من أطفال الصومال من شلل الأطفال وأمراض أخرى على مر السنين.

ويلتزم الصومال بدعم مكافحة شلل الأطفال في جميع أنحاء الإقليم من خلال تفعيل روح وقِيَم رؤية المنظمة الإقليمية 2023 "الصحة للجميع وبالجميع"، فإن لم نتضامن ونعمل معًا فلن نتمكن من حماية جميع الأطفال، ولن ننجح في القضاء على شلل الأطفال نهائيًا. ونحن عازمون على وقف سراية فيروس شلل الأطفال الدائر المشتق من اللقاحات من النمط 2، ونعوِّل على الدعم الذي نتلقاه من منظمة الصحة العالمية وجميع شركاء المبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال.