الاقتصاد العالمى والتضخم المدمر

الاقتصاد العالمى والتضخم المدمر
الدكتور السيد خضر

بقلم: الدكتور السيد خضر، الخبير الاقتصادى

يشهد العالم اليوم العديد من التقلبات والاضطرابات على جميع الأصعدة الاقتصادية والسياسية فى ظل استمرار الصدمة الكبرى التى عصفت بدول العالم أجمع تلك الصدمة التى اختلفت عن جميع الأزمات المالية السابقة التى حدثت على مر المائة العام الأخيرة،لأنها تستهدف الإنسان الذى هو أساس العملية الاقتصادية والإنتاجية وهوالعمود الفقرى لجميع الدول،ومع الوقت الذى أراد الاقتصاد العالمى العودة وبشدة إلى التعافى والتخلص من تلك الصدمة التى أعقبتها العديد من الأزمات،والتى أثرت على كبرى الاقتصاديات العالمية وخلقت حروب تجارية بين الولايات الأمريكية والصين والصراعات السياسية فى روسيا كان لها تأثيرسلبى على أداء الاقتصاد العالمى .                                                                                                       

التضخم المدمر .. التضخم هو مصطلح اقتصادى شائع وانتشر ظلاله خلال الفترة الأخيرة بسبب تصاعد العديد من الأزمات وهو يعنى مدى الارتفاع المفرط والهائل فى مستوى الأسعار لجميع السلع على نطاق واسع ولفترة زمنية طويلة قد تكون شهرية أوسنوية ومن أهم تلك السلع الغذاء والملبس والدواء،ومدى ارتفاع التكاليف وأيضا التضخم النقدى لكن ليس لهما علاقة ببعض،لكن ما تشهده الفترة الحالية من تحقيق أداء الاقتصاد الأمريكى والأوروبى لمعدلات نمو سالبة ومدى ارتفاع التضخم إلى أعلى مستوياته واستمرار ذلك المؤشر الخطير لتحقيق مستويات قياسية وتأثير ذلك على ارتفاع أسعار النفط والغاز فى أوروبا ومدى تأثير ذلك على ارتفاع أسعار السلع الاستراتيجية فى العالم بسبب استمرار تداعيات أزمة فيروس كورونا ،ودخول العالم فى نفق مظلم وموجة تضخمية هائلة،ومدى حدوث اضطرابات فى سلاسل الإمداد بسبب زيادة الطلب الضخم على السلع والبضائع ،أيضا مدى ما تصنعه أمريكا من عقوبات وحروب تجارية على الصين التى تعتبر من أهم دول العالم اقتصاديا ومدى ما تصدره إلى دول العالم من المواد الأولية والسلع ،فأصبح هناك ندرة فى تلك المواد للدول بسبب نقص الطاقة فى الصين وبالتالى أصبح من أهم الأسباب فى ارتفاع الأسعار فنال ذلك التضخم المدمر العديد من دول العالم وأصبح يساهم فى تباطئ التعافى للاقتصاد العالمى والاتجاة الى الركود التام مما يؤدى إلى خلق حالة من التقشف وانخفاض القوة الشرائية لدى الأفراد والمؤسسات والدول أيضا.. هل سيصبح التضخم فعلا مدمرا لاقتصاديات الدول الفترة المقبلة فى ظل استمرار الصراعات التجارية واستمرار ازمة فيروس كورونا ، خاصة أن التضخم خلال الفترات السابقة نال التضخم العديد من الدول منها اليونان عام 1944م ،وكذلك يوغوسلافيا ودول أفريقيا وكذلك نال من الاقتصاد الأمريكى خلال فترة السبعينات مما ساهم فى ضعف أداء الاقتصاد وزيادة نسبة البطالة،لكن مع انتهاء تلك تداعيات أزمة كورونا وعودة الاقتصاد الى التعافى النهائى من خلال عودة الحياة الطبيعية وعودة تشغيل المصانع بكافة طاقتها الإنتاجية فى محاولة لتوفير كافة السلع الاستراتيجية وعودة حركة التجارة الدولية مره أخرى ومدى محاولة تحقيق التوازن فى معدل التضخم .                                                 

الاقتصاد المصرى والأزمات .. أصبح ذات قوة اقتصادية وسياسية فى المنطقة ولديه قدرة على امتصاص الأزمات الكبرى،ومدى تحقيق التوازن من تأثير ارتفاع معدل التضخم على زيادة الأسعار من خلال رؤية واستراتيجيات واضحة للخروج من تلك الأزمات بأقل الضرر من خلال تنفيذ المشروعات الضخمة واستكمال مكتسبات برنامج الإصلاح الاقتصادى من أجل تحقيق طفرة اقتصاديه هائله الفترة المقبله ،ومدى الإصرار على صعود الاقتصاد المصرى .